بهدوء بدأ حديثه معى بقوله: لقد فهمت اجتهادك حول المراحل الأربع التى مرت بها الدولة المصرية منذ الفراعنة وإلى الآن. حيث اتسمت الدولة أولا: بالمركزية المطلقة. ثم وفدت إليها ثانيا: سلطات حكم مركزية وافدة من البطالمة إلى العثمانيين.
(1)
عندما عرضت مسرحية على سالم وجلال الشرقاوى «مدرسة المشاغبين»، مطلع السبعينيات،(شاهدتها تعرض على مسرح الإبراهيمية بالإسكندرية) كانت نقطة تحول فى تاريخ الكوميديا المصرية، من جهة. كما كانت إيذانا بأن هناك تحولا حاسما قد طرأ على الشباب المصرى، من جهة أخرى. تحول شمل: نظرة الشباب ـ آنذاك ـ إلى الحياة والآخرين والمجتمع، وإلى جيل الكبار والمعلمين، وإلى مؤسسات التنشئة التقليدية،…،إلخ. وفى المجمل رغبة الشباب أن يعيش تجربة مغايرة عن الأجيال السابقة له.. وبالطبع لم تسلم المسرحية من انتقادات حادة من «حزب المحافظين» المجتمعى العتيد. وهو الحزب الذى لا يدرك، ويرفض أن يدرك، أن الأصل فى المجتمع هو الحركة والتغير لا السكون والجمود. ومن ثم ضرورة فهم التغيرات والمستجدات…لأنه من المحال دوام الحال والأحوال…