لن يتأتى لنا حل مواجهة ما أسميه «التوترات الدينية» لا «التوترات/ الأحداث الطائفية». ما لم نفهم بدقة ما طرأ على المجتمعات الأكثر توترا من «نزوع تدميرى».. بداية سوف يلحظ أى راصد أن المجتمعات التى تكثر فيها التوترات هى المجتمعات الأكثر فقرا، والأقل حظا فى التنمية سواء فى الريف أو فى الحضر. وهى أيضا التى شهدت المراحل المتتابعة «للنزاع الدينى» منذ عام 1970، والتى يمكن أن نوجزها كما يلى: أولا: «العنف المادى». وثانيا: «الاحتقان المزمن». وثالثا: «السجال الدينى». رابعا: «التناحر القاعدى». وهى مراحل قمنا بالتدليل عليها وتعريفها من خلال الأحداث المتعاقبة وتحولاتها النوعية.. وكان من الطبيعى أن تصل بنا محصلة هذه المراحل إلى مرحلة خامسة تتسم «بالنزوع نحو التدمير» فى شتى الاتجاهات تتورط فيها «كيانات مؤسسية». ويذهب ضحيته «المواطنون البسطاء». وتذهب حقوقهم الأولية فى حرية العبادة، والتعبير، الحياة بكرامة، أدراج الرياح...والأخطر «الإكراه» على العيش تحت مظلة الطائفية...أو «الذمية المعدلة» بحسب أستاذنا وليم سليمان قلادة.
من أكثر الشخصيات السياسية المعاصرة التى تتعرض سياساتها وممارساتها للتحليل والتقييم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فهناك على الأقل ما يقرب من خمسين كتابا كبيرا عن بوتين روسيا صدرت فى العقد الأخير. لعل من أهم ما توافقت عليه هو أننا بصدد نموذج فى الحكم السياسى يمكن وصفه بالبوتينية...فما هى ملامحها، وما مستقبلها، وما أثرها على العالم؟...