(1) «أمريكا الأخرى»؛
فرضت معركة الانتخابات الأمريكية ــ التاريخية لاعتبارات كثيرة نشرحها لاحقا ــ أن
نغوص فيما وراء الظاهرة الأمريكية. ذلك لأنها ظاهرة معقدة وأعمق كثيرا من مجرد اختزالها فى أنها أرض الأحلام الموعودة للمختارين بحسب الآباء المؤسسين الذين وفدوا
«طقوس جديدة»
«الحالم الواعى»، هو من يتواصل بشكل جدلى مع العمليات الإبداعية المتنوعة بما تجسده من موضوعات لوقائع الزمان وأحداث المكان وأفعال الإنسان.. ومن مؤشرات صحة هذا الجدل أن تنتاب «الحالم الواعى» حالة مركبة من: أولا: الدهشة، وثانيا: التأمل، وثالثا: رسم مستقبل مغاير.. وبفعل العزلة من جهة، والتقدم المطرد للتقنيات التواصلية الرقمية من جهة أخرى، تغيرت كليا طقوس «دنيا الحلم الواعى» التى تتفاعل مع الإبداعات الفيلمية والنغمية والقلمية المدهشة والباعثة على التأمل والمُحرضة على التجديد والتقدم.. حيث تَخلْقَ عالما جديدا للحالم الواعى يختلف عن عالم الأنثروبولوجى الكبير «كلود ليفى شتراوس» (1908- 2009) والذى عبر عن تفاعله مع الإبداعات البشرية الفريدة والمتميزة من رسومات وموسيقيات ومدونات، وكشف مكانتها فى مسيرة المعرفة العقلية وبقائها خالدة حية فى الوجدان الإنسانى.. وذلك من خلال حياته المهنية الممتدة كأنثروبولوجى، التى كانت تحركه نحو أماكن الإبداع المتنوعة وفق الطقوس المتعارف عليها فى ارتياد المتاحف والكونسرتات لمشاهدة اللوحات والاستماع لألوان الموسيقى المختلفة والاستغراق فى القراءة بحسب ما جسد فى كتابه المضىء عن عمق جمال الإبداع وأثره: «النظرُ، السمعُ، القراءة- 1994)..