«رسالة المسرح تحرير الإنسان»
عبارة قرأتها مبكرًا في كتاب «المسرح وقلق البشر» (منتصف السبعينيات)، فكل ما يقدَّم على خشبة المسرح من أحداث هو تجسيدٌ للصراعات الإنسانية في كل زمان ومكان. ومن ثَم فإن مسرحتها منذ اليونان القديمة مرورًا بالتيارات والمدارس المسرحية المتعاقبة والمتزامنة عبر العصور وحتى رقمنتها الراهنة يعين «البشر» على أن يتحرروا... سيطرت علىّ هذه الفكرة، واختبرتها فعليا...أولا: من خلال تقاليد أسرية كانت ترتاد المسرح بشكل دورى رأيت من خلالها مسرحيات مثل: معروف الإسكافى، وبلاد بره، وغيرهما.. وثانيا: من خلال التزام شخصى سعيا نحو التحرر في فترة تحوّل حادة شهدتها مصر منتصف السبعينيات من القرن الماضى، لَعِبَ المسرح فيها متنفسًا، فشاهدت آنذاك: الجيل الطالع، وباب الفتوح.. ثم جاء الارتباط الوثيق بمسرح الطليعة؛ الذي كان بمثابة الحاضن/ الحاضر للإجابة عن الكثير من التساؤلات الذهنية الشبابية.. كذلك النافذة الإنسان وما يواجه من صراعات في عديد من الثقافات، ونجاحاته وإخفاقاته من أجل التحرر.. ما سبق من أفكار وذكريات استعدته مع كثير من القراءات والمشاهدات ـ كأحلام واعية ممتعة ـ حول المسرح بمناسبة صدور كتاب المخرج المسرحى الكبير سمير العصفورى (84 عاما): «المسرح وأنا: حكايات وذكريات». (1000 صفحة في ثلاثة أجزاء ـ 2014).