بعبارة موجزة -يمكن القول – لايوجد اختلاف جذرى بين لمتنافسين على الرئاسة الأمريكية من الحزبين الجمهورى والديمقراطى حول تصوراتهم للسياسة الخارجية… فالقراءة التاريخية تقول إن هناك فكرة محورية تحكم هذه السياسة ألا وهى “أن قيم أمريكا ومؤسساتها لابد أن تمتد إلى العالم كله”, إما باستخدام القوة بحسب تيودور روزفلت صاحب سياسة العصا الغليظة, أو بتمثل الأمم الأخرى القيم الأمريكية كما نادى ويلسون, ولو باستخدام القوة, فحديث القيم لم يمنع من المشاركة فى الحرب العالمية الأولى.. ويؤكد ماسبق الموقف الحالى للمرشحين من العراق, حيث الاتفاق على البقاء والاختلاف فى مقدار الانسحاب وتوقيته, طالما بقى النفط.. والموقف من إسرائيل.
نحن وهم, تنويعة على لحن دأب العقل الأمريكى المحافظ على تأكيده فى الدراسات التى تعرف بالاستشراقية (المناطقية فى تعبير آخر) المعنية بالشرق, والتى تزايدت بشكل ملحوظ بعد الحادى عشر من سبتمبر. ويعتبر برنارد لويس (92سنة) أحد أهم رموز هذه الدراسات, ما جعله يلقب “بإمام المستشرقين”, قد بدا هذا التوجه فى كتاباته المبكرة منذ الخمسينيات. ويعد لويس أول من صك الأفكار الخاصة بصدام الأديان والثقافات, وبوضع المسافة الحاسمة بين الغرب والشرق من خلال كتبه.