تشهد الحياة السياسية المصرية – منذ فترة – كثيرا من المعارك التى قد يراها البعض طبيعية مع تعدد منابر التعليم وارتفاع سقف حريته, بيد أن المتأمل لهذه المعارك وما يرافقها أحيانا من اللغة تكفيرية التى يتم تبادلها والتلويح باستخدام القوة أخيرا من قبل أحد أطراف العملية الديمقراطية لتغليب وجهات النظر قسرا سوف يشعر بالقلق الحقيقى لما تمثله هذه الممارسات من إعاقة حقيقية للديمقراطية.
انطلقت الحاجة إلى الحوار من قاعدة مفادها أن هناك حاجة موضوعية للتواصل بين الأطراف المتحاورة وذلك بعد أن اختبرت البشرية, وعلى مدى زمنى طويل أساليب ووسائل صراعية تعددت أسبابها, فمنها ما كان اقتصاديا واجتماعيا ومنها ما كان سياسيا أو كل ذلك معا. إلا أن تعدد الأسباب أكد تاريخيا أن المصالح, هى جوهر الصراع, والتى كثيرا ماوظف فيها الدين للتعمية وللتغطية على المصالح. لقد كان توظيف الدين يسهم فى تحويل النظر عن الأسباب الحقيقية للصراع ويغرق الناس فى الصراع العقدى,