انتهى زمن الحديث باسم الناس، وانتهى أيضا الوقت الذى يفوض فيه الناس البعض للحديث عنهم كممثلين سياسيين. انتهى زمن الوصاية التى تفرضها السلطة بأشكالها التقليدية التى تعطى نفسها الحق أن تتكلم عن الناس باعتبارهم رعايا لا مواطنين دون الرجوع لهم. بلغة أخرى: انقضى وقت التوكيل المطلق على بياض الذى كانت تفترض السلطة – أى سلطة – بأنه معطى إلى ما شاء الله.
الدولة الحديثة تقوم على المواطنة ومحور حركتها هو المواطن. ودولتنا الحديثة عريقة، تأسست فى مطلع القرن التاسع عشر واستطاعت أن تقترب خاصة فى أوقات صعودها بدرجة أو أخرى من المواطنة. إلا أن العقود الأخيرة ولأسباب كثيرة عددناها أكثر من مرة أدت إلى ترهل الدولة ووصلنا إلى ما وصلنا إليه. جاءت 25 يناير لتجدد الدولة الحديثة: دولة المواطنة بالأساس. ولكن ما أنجزه الزخم الثورى فى هذا المقام أظنه يتعرض لتحدى العثمانية الجديدة. ما الذى نقصده بذلك؟