فى لحظات الارتباك الكبرى التى تشهدها الأوطان ربما يكون من المفيد الاطلاع على خبرات وتجارب الآخرين. فى هذا السياق وقع فى يدى كتاب مهم عن الديمقراطية التشاركية فى مواجهة الديمقراطية النخبوية دروس من البرازيل. الفكرة الأساسية فى هذا الكتاب تقول إن محطات التغيير الحاسمة فى حياة الشعوب ترتبط بالقدرة على التوحد والدمج بين القوى الاجتماعية والسياسية المختلفة وخاصة فى مواجهة نظام قديم كان يكرس الإقصاء لصالح شبكة امتيازات مغلقة. وأن الديمقراطية هى حالة تحول دائمة ديناميكية تعمل على دمج قوى اجتماعية وسياسية جديدة تخلخل بها شبكة الامتيازات المغلقة من خلال ما يعرف بإعادة تكييف البنية المجتمعية برفع قدراتها الدمجية للقوى الجديدة أو ما يعرف بـInclusionary Adaptation
يبدو لى أن تعدد الأطروحات الدستورية والفكرية التى تحاول أن تعبر عما أنجزه شعبنا بتعدديته من جهة، وأن تضع صياغات لقيم ومبادئ يتم التوافق عليها من جهة أخرى، إنما تعكس أن هناك طلبا وحاجة لمثل هذه الأطروحات. قد نتفق على أن يكون الدستور أولا والانتخابات لاحقا أو العكس، ولكن تظل هذه الأطروحات ضرورة.