فى أثناء عودتى فى الطائرة من رحلة لتركيا يوم الجمعة الماضى كانت كثير من الأفكار والانطباعات تتداعى حول ما رأيت على أرض الواقع من تفاعلات فى التجربة التركية، استعدادا للكتابة عنها، خاصة لوفرة ما تحصلت عليه من معرفة ميدانية حول التجربة كذلك لكثرة ما قرأت عنها، فى محاولة لمعرفة الظاهرة من داخلها. لم تكن الرحلة لحضور ندوة أو لقاء بحثى أو ما شابه كما اعتاد المرء فى الأغلب الأعم، وإنما كانت الرحلة للاطلاع على تجربة المحليات فى مدينة اسطنبول. فلقد كشفت الرحلة الكثير عن عمق ما حدث فى تركيا على مدى عقدين من الزمان، فى هذه الأثناء وزعت علينا فى الطائرة بعض الصحف من ضمنها جريدة «الشروق» فقرأت مقالا للدكتور جلال بعنوان: «التديُن والتقدم»، وجدته يعبر ــ على قصره ــ عما يجول بخاطرى من أفكار حول العلاقة بين الدين والمجتمع، وبين التدين والتقدم،
قراءة تجارب الآخرين متعة، خاصة إذا كانت هذه التجارب تعكس ظروفا مشابهة لواقعنا. ذلك لأنها تتضمن دروسا مستفادة تكون ملهمة لنا فى تبنى مقاربات مبتكرة بما يلائم واقعنا، وتجنبنا أن نكرر الأخطاء التى وقع فيها من سبقنا فى خوض عملية التحول السياسى. فى هذا السياق أقدم تجربة تشيلى فى التحول السياسى وهى التجربة التى وصفها أحد الباحثين «بالتحول المزدوج» (2008)…ما هى طبيعة هذه التجربة وملامحها وما طبيعة التحول السياسى المطلوب فى الحالة المصرية؟