تفجرت كوامن القوة فى الكيان المصرى، فى صور شتى، فلم تبق ناحية من نواحى النشاط إلا شملها النهوض والتجديد. وتجلى للناس أن كيان مصر كان ينطوى على عبقريات وملكات صافية خلاقة فى كل ميدان، وكأنما كانت مصر ماردا فى قمقم حبيسا...فلما زال السداد خرج المارد وحجب عين الشمس.
فى مثل هذه الأيام منذ مائة عام انطلقت ثورة 1919 من أجل استقلال مصر التام الذى لا بديل له إلا الموت... لذا لم تكن، بحسب عباس محمود العقاد : فورة غضب بغير معنى كما أراد أعداؤها والناقمون منها أن يتخيلها. فلو كانت كذلك لما ظهر فيها من نفحات النخوة القومية والأريحية الإنسانية التى ترتفع إليها الشعوب كما يرتفع إليها الأفراد فى ساعات السمو والإشراق والفداء...