عملت بالتنمية الشاملة فى الريف المصرى منتصف الثمانينيات.وعلى مدى زمنى ممتد، لاحظت من ضمن ما لاحظت ـ ميدانيا ـ كيف تتشكل منظومة القيم الاجتماعية الثقافية ـ فى الأغلب ـ لحماية موازين القوة القائمة وشبكة المصالح السائدة. وفى هذا السياق، كيف يتم :تفعيل، وتعطيل النص الدينى حسب اللزوم والحاجة وفق توازنات القوة والمصلحة، كى يبرر الاختيارات البشرية غير العادلة ولا المنصفة…كيف؟
(1)
فى معرض حديثه عن مشاكل «البيروقراطية»، أو «تراب الميرى»، أكد يحيى حقى على أنه «يحسن بنا ونحن نعالج كل يوم مشاكل اليوم (ولزمن ولود) أو نحن نحاول من جديد معالجة مشاكل قديمة لها ضغط ظاهر لا ينقطع وأثر لا ينبهم، لأنها لا تنفك تعترض حياة الناس ومعاملاتهم وتقابلهم وجها لوجه بصورة محددة المعالم: كمشكلة الروتين ـ 1961».. بلغة أخرى لا يمكن أن نتقدم إلى المستقبل والجهاز الإدارى المصرى العتيق قد تأسس ليكون فى خدمة كل من: الحاكم، والنظام الاقتصادى الذى «يُخدّم» على الحاكم والذى كان يتغير مع تغير أنظمة الحكم الوافدة بداية من البطالمة إلى العثمانيين، لذا باتت «البيروقراطية»، مع مر العصور أداة ضبط وتقييد وتعطيل وحصار وعقاب، والأهم «الجباية»