ما جرى فى البرازيل فى الأسابيع الماضية، جد، خطير. وأظنه يمثل ضربة إجهاضية لتجربة تنموية تاريخية خاضتها البرازيل فى محاولة جادة للتحرر: السياسي، والاقتصادي، والثقافي. وتكمن أهمية انجاز البرازيل التاريخي، فى أنها أعطت الأمل والمثل فى إمكانية أن تصعد دولة من دول العالم الثالث فى التصنيف الكونى للدول من أدنى السلم إلى أعلاه فى ما يقرب من ثلاثة عقود. وأن تنجح فى أن تجد لها مكانا بين الكبار.
إذن، لا مفر من أن يتحقق تطور ديمقراطى دون تفعيل للعملية الحزبية. نعم هناك إعاقات تتعلق بظروف الـتأسيس الثانى للأحزاب الذى تم فى 1976 وذلك أن الأحزاب خرجت من عباءة السلطة السياسية. كما أن الأحزاب التى نشأت بعد حراك 25 يناير2011، كانت أقرب للأذرع السياسية لـ«الشبكة»: شبكة الامتيازات المغلقة الثروية، من جهة. وللكيانات الدعوية الدينية، من جهة أخرى. وعلى رأس هذه الكيانات «الجماعة». والتى كانت على مدى عقدين تمثل «المحلل السياسى» للحزب الحاكم فى ثنائية حزبية معقدة: «ثروية ـ دينية». وفى المجمل كانت الأحزاب فى تكوينها أقرب إلى ما وصفناه: بـ«أحزاب التكتلات التصويتية والجماعات الأولية». ما نجم عنه ما يعرف بـ«التحول الحرج».