(1) «الخلاصة»؛
هناك تصور سائد بأننا نعيش زمن الكتب «الساندويتش»، السريعة الإعداد، التى تُقرأ بنظرات خاطفة دون تمحيص. كتب توفر «خلاصات» لدى القراء تريحهم من أى جهد عقلى وذهنى تطلبه العملية المعرفية من بحث وتدقيق وتأصيل واستزادة وفهم أعمق،...إلخ. تمامًا كما هو الحال فى العملية التعليمية بمراحلها عندما وجدنا ــ ومنذ عقود ــ كيف ساد ما أطلقت عليه «التعليم بالمذكرات» (راجع مقالًا لنا حمل نفس الاسم فى هذا المكان منذ 10 أعوام تقريبًا). وهو التعليم الذى يعتمد فيه الطالب على «المذكرة» التى يحصل منها على «خلاصة الخلاصة» للمنهج وشرح المعلم والأستاذ... «الخلاصة» التى ترتبط بشكل مباشر بأن تمكن الطالب من عبور الاختبار بسلام. وبعدها تنحل علاقته بالمادة. ويتبخر تماما كل ما حصّله من معلومات وأفكار. هكذا امتدت «تعليم الخلاصة» إلى «معرفة الخلاصة»... والحجة الجاهزة أن المواطنين لم يعد لديهم وقت. وأن إيقاع العصر لم يعد يحتمل «الاستغراق التام» فى التحصيل المعرفى والثقافى، بل «العبور الخاطف» عبر «الخلاصة» أو «البهريز» بحسب أحد الشباب... والسؤال الذى أظنه مشروعا هل هذا هو حال الآخرين؟
(1) الحلم حقيقة
الحلم الذى نتحدث عنه ليس هو حلم النوم بتعقيداته المختلفة المعروفة فى الأدبيات الفرويدية. وليس هو حلم اليقظة المغترب عن الوعى حيث يحلم المرء بمعزل عن إمكانياته وواقعه وظروفه الموضوعية.. إن حلمنا هنا ــ الذى أتاحته فترة العزلة ــ هو «الحلم الواعى»؛