1- كتبت كثيراً عن الشأن العام. وأستأذن القارئ الكريم أن أكتب اليوم بعض الكلمات البعيدة عن السياسة. كلمات تعبر عن غبطة داخلية وفرح بأنى مصرى. وأن جهدى العلمى والسياسى والوظيفى الذى قمت به لم يضع هباءً.هذا الجهد الذى انطلق من قاعدة المواطنة التى آمنت بها ومارستها، متجاوزاً كل الانسدادات السياسية والمدنية. فرح مصدره التقدير الذى يحصل عليه المرء ويعكس سلامة المسيرة ـ بدرجة أو أخرى ـ بما تحمل من توجهات واختيارات، وانحيازات، وإنجازات.
«1»
الاستبداد ينتج عن أيديولوجية مغلقة، أو دفاعاً عن مصالح قلة، أو تحقيقاً لمصالح قوى خارج البلاد: إقليمية أو دولية، أو كل ذلك معاً. فمتى لا يرى الحاكم والنخبة التى يتبعها إلا الأيديولوجية التى تحكمهما «خاصة إذا اتشحت الدين»، والمصالح الضيقة للبعض من المواطنين والتواصل مع مخططات إقليمية ودولية تكون على حساب المسألة الوطنية فإن الاستبداد يكون «طبيعيا».