نواصل مع إحدى حلقات سلسال المبدعين المصريين، الدكتور محمد رياض (1927)، أمد الله فى عمره. فى مجلده المرجعى البالغ الأهمية حول الإنسان والمكان والزمان فى مصر. والذى يضع فيه خلاصة خبرته وعلمه فى وضع رؤية وطنية شاملة لتنمية مصر بصورة مستدامة، لا خاطفة، أو جزئية، أو فوقية، أو سطحية، أو مصطنعة... إلخ. والأهم ألا تكون تابعة. وألا تكون لصالح القلة. تنمية تتعلم من دروس الماضى، فلا تكرر ما ثبت فشله. ما أدى إلى إفقار متزايد للمواطن. وفى هذا المقام يعطى أمثلة عديدة.
قليلة هى الدراسات التى تستطيع أن تنأى بنفسها عن السجالات السياسية الحدية، كى تقدم قراءة علمية وموضوعية للواقع المجتمعى بتفاعلاته ــ قدر الامكان ــ تعين فى فهم راهن الأوضاع، ومستقبل الأحوال.
فى هذا الإطار، استمتعت بدورية «رؤى مصرية» التى تصدر عن مركز الدراسات الاجتماعية والتاريخية الذى يديره ويرأس تحرير دوريتها الشهرية الأخ الفاضل الباحث المخضرم الأصيل الدكتور هانئ رسلان. فلقد خصصت «رؤى مصرية» المعنية بالتحليلات المتخصصة حول موضوع بعينه عدد ابريل الماضى لدراسة وضعية «جماعة الإخوان المسلمين بعد 30 يونيو». ومن خلال مقاربات تسع: جدية وجديدة، لباحثين شبان، لخصت هذه الوضعية فى عبارة مكثفة هي: «انقسامات حادة ومستقبل غامض» ...لماذا؟