أصبحت هناك ضرورة ملحة ولاشك لتفعيل الحياة السياسية المصرية، بقيم وممارسات وإجراءات تتناسب مع الحاجة إلى التقدم واللحاق بتجارب سياسية قطعت أشواطا فى هذا المجال من جانب، كذلك لمواكبة متغيرات مطردة لا يمكن مواجهتها بمنطق “سبعينى. وأقول “سبعينى”، لأنها الحقبة التى شهدت ميلاد التجربة الديمقراطية الثانية فى مصر بيد أنها كانت تجربة فوقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وقد جرى ذلك بحسب عزمى بشارة خلافا للنظريات حول الانتقال للديمقراطية فى العالم الثالث.
كانت واقعة الحادى عشر من سبتمبر مروعة بكل المقاييس الإنسانية وكانت لها الكثير من التداعيات التى تجاوزت الداخل الأمريكى إلى الخارج الكوكبى فى محاولة إعادة تشكيله وفق تصورات تراها الإدارة الأمريكية منفردة بعد أن بدأـ تتحرك عمليا بنزعة إمبراطورية فى الفضاء العالمى باعتباره مساحة فضاء عليها أن تعيد تهيئتها وتنظيمها وترتيبها. ولعل من أهم التداعيات التى كشفت عنها الواقعة المروعة هو هذا التيار الذى ساهم إلى حد كبير فى التضخيم من هذا النزوع الإمبراطورى لدى الإدارة الأمريكية الحالية وهو التيار الذى اصطلح على تسميته “بالمحافظين الجدد “Neo