طبقة تحمل رؤية.. أو رؤية تحملها طبقة
تبدأ النهوض بوطنها من المحليات وتنطلق بالنهضة إلى محيطها متعدد الجهات
إنها تركيا الجديدة…
طبقة تحمل رؤية.. أو رؤية تحملها طبقة
تبدأ النهوض بوطنها من المحليات وتنطلق بالنهضة إلى محيطها متعدد الجهات
إنها تركيا الجديدة…
تركيا الجديدة محصلة جملة عوامل…
(1)
رؤية استراتيجية تحديثية حملتها نخبة/ طبقة واصلت سلسلة الإصلاحات التى عرفتها تركيا العثمانية وكانت ذروتها مع أتاتورك. نخبة ثقافية أدركت ضرورة تجاوز الخصومة بين القومية التركية وإسلامها فأبدعت هوية متصالحة، كما استطاعت الطبقة الوسطى الصاعدة المنفتحة على العصر أن تُفعل الانطلاقة الأتاتوركية الأولى التى عرفها الأتراك فى عشرينيات القرن الماضى ومعالجة نواقصها، بطرح رؤية لدور تركى عابر للحدود عنوانه العثمانية الجديدة.. عثمانية جديدة مجالها الحيوى متعدد الانتماءات: أوروبى، وآسيوى، وعربى. وهو المشروع الذى التفت حوله النخبة الثقافية والسياسية والعسكرية، الذى بات حقيقة ملموسة، لم يكن ليتحقق دون أن تتوفر له قاعدة اقتصادية صلبة قوامها مشروعات استراتيجية إنتاجية مركبة: صناعية وزراعية وكهربية ومائية وتكنولوجية، عرضنا لملامحها فى الأسبوع الماضى.
إسطنبول: هوية متصالحة…
تتقدم بجدية نحو العصر بغير خصومة مع ثقافتها
(1)
الزائر لمدينة إسطنبول يمكنه أن يلحظ بسهولة كيف استطاعت المدينة أن تعكس كيف تمكن الأتراك من إعادة اكتشاف هويتهم وتأسيس «هوية متصالحة»: تصالح بين التاريخ والجغرافيا، وبين الثقافة القومية والثقافة الدينية، بين الإرث العثمانى الإسلامى والنهوض الحداثى الكونى. المدينة تعج بالسكان وتفتح أحضانها لكل الأجناس،
كان «جاب» GAP هو رمز المعركة المفتوحة مع البطالة والفقر والحرمان..
(1)
خاضت تركيا معركة متعددة الأبعاد من أجل التقدم، فلقد أدركت النخبة التركية فى لحظة من اللحظات أن التقدم يحتاج إلى خوض معارك متداخلة ومتزامنة فى وقت واحد، البداية كانت فى تجديد الدور الاستراتيجى لتركيا أو استعادة ما اصطلح على تسميته «العثمانية الجديدة»، وعليه كانت هناك ضرورة فى إعادة تعريف دورها التاريخى الذاتى والإقليمى والعالمى. من جانب آخر كانت هناك معركة الهوية، حيث تم العمل على حل الخصومة التاريخية بين الثقافة القومية التركية والهوية الإسلامية والتوليف بينهما، من خلال ما عرف بـ«بيت المثقفين» الذى تبنى انضاج عملية التوليف بشكل تفاعلى وجدلى بين: «الكمالية (التى ليست كلها شرا) والقومية والإسلام». لقد نجحت عملية التوليف فى تجديد الهوية التركية وانطلاق أفضل ما فيها للتلاقى مع طموحات الشرائح الاجتماعية الصاعدة صاحبة حلم التقدم، وهو ما أشرنا إليه فى مقالنا السابق «الهوية المتصالحة».
تركيا ملتقى القارات الثلاث.. وحضارة 8500 سنة
(1)
عبارة سمعتها أكثر من مرة أثناء زيارتى لتركيا ضمن وفد محافظة القاهرة لدراسة تجربة المحليات فى مدينة اسطنبول. ففى معرض تقديم الخبرة الخاصة فى تقدم اسطنبول فى مجالى النقل: السكك الحديدية والمترو، والمياه والكهرباء تجد المتحدث المكلف بعرض كل خبرة يستهل حديثه بأن تركيا ملتقى القارات الثلاث. إنها العبارة السحرية – كما تحققت من ذلك فى أكثر من دراسة – والمفتاحية للتقدم التركى.