كان «جاب» GAP هو رمز المعركة المفتوحة مع البطالة والفقر والحرمان..
(1)
خاضت تركيا معركة متعددة الأبعاد من أجل التقدم، فلقد أدركت النخبة التركية فى لحظة من اللحظات أن التقدم يحتاج إلى خوض معارك متداخلة ومتزامنة فى وقت واحد، البداية كانت فى تجديد الدور الاستراتيجى لتركيا أو استعادة ما اصطلح على تسميته «العثمانية الجديدة»، وعليه كانت هناك ضرورة فى إعادة تعريف دورها التاريخى الذاتى والإقليمى والعالمى. من جانب آخر كانت هناك معركة الهوية، حيث تم العمل على حل الخصومة التاريخية بين الثقافة القومية التركية والهوية الإسلامية والتوليف بينهما، من خلال ما عرف بـ«بيت المثقفين» الذى تبنى انضاج عملية التوليف بشكل تفاعلى وجدلى بين: «الكمالية (التى ليست كلها شرا) والقومية والإسلام». لقد نجحت عملية التوليف فى تجديد الهوية التركية وانطلاق أفضل ما فيها للتلاقى مع طموحات الشرائح الاجتماعية الصاعدة صاحبة حلم التقدم، وهو ما أشرنا إليه فى مقالنا السابق «الهوية المتصالحة».