ثلاثون عاما تفصل بين رحلتى الأخيرة إلى أوروبا وبين السفر شمالا للمرة الأولى فى حياتى، والأمر الذى يجب إعلانه بشكل واضح ومباشر هو أن الفجوة باتت كبيرة جدا بيننا وبين الشمال على كل الأصعدة.
ما رأيك أيها القارئ أن نبتعد قليلا عن مشهدنا السياسى… وكما هى عادتى فى مقالات نهاية العام فى تواصلنا عبر الشروق، نحاول أن ننتقل إلى حالة أخرى وموضوعات مختلفة لا «تنظيرات» أو «تحليلات» مغرقة فيها… لماذا لا نقدم شاعرا تحل ذكرى رحيله الأربعين فى هذه السنة: إنه «بابلو نيرودا»، شاعر تشيلى الكبير… أجده أمامى فى كل وقت وخاصة عندما أحاول الاطلاع على تجارب التحول الديمقراطى فى أمريكا اللاتينية… فهو دائم الحضور بشعرِه الملحمى الذى تجاوز به وطنه إلى كل أوطان قارته، وجعلها رمزا لكل وطن لم يزل يناضل من أجل حريته ومستقبله. فهو القائل بصوت هادر لكل مواطن يهدف إلى العدل.