على مدى شهر، حاولنا إلقاء الضوء على ظاهرة آخذة فى التمدد فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية...ظاهرة تعكس تحولات نوعية فى البنية المجتمعية لهذه المجتمعات ـ أظنها ـ تاريخية. ولا تقل بأى حال من الأحوال عن التحولات التى أطلقتها كل من حركة الشباب فى أوروبا وحركة الحقوق المدنية الأمريكية فى ستينيات القرن الماضي...إنها الظاهرة، التى أميل، أن أطلق عليها’’الحركات الشعبية القاعدية المتمددة ذات الطبيعة الاحتجاجية والرافضة‘‘...وقد حاولنا أن نرصد لها فى كل من فرنسا وإيطاليا وأمريكا، بالإضافة إلى الإشارة لكل من إسبانيا، واليونان،...فما طبيعتها؟ وما الأسباب التى أدت إلى تبلورها؟وما الآثار التى ستترتب عليها؟
أشرت منذ أسبوعين فى مقالنا: «تعرية القديم»، إلى أن المعالجات التى تمت فى مواجهة حادثة الكرم هى معالجات تنتمى إلى «القديم»، سواء بسبب غياب الإبداع والتخيل، أو «لأن اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش»، وإن «مصارين البطن بتتعارك»، ومن ثم يتعطل القانون، وتتعثر المواطنة لصالح العرفى والجماعات الأولية التى هى نقيض للدولة الحديثة. ولولا «الاختراق الرئاسى» أو ما يعرف بالـ”breakthrough”، الذى انحاز فيه إلى إعمال القانون فى قضية تتعلق بمواطنين مصريين بغض النظر عن أية انتماءات... ويبدو لى أن إصرار البعض على الانتماء إلى القديم: فكرا، وممارسة، لا يقف عند حد التوترات الدينية وإنما يمتد إلى عديد من المجالات...