من الحراك الوطنى إلى العراك الدينى والاشتباك الميدانى

25 يناير كانت لحظة انطلاق شرارة الحراك الشبابى الشعبى… ومعها انطلقت الآمال والأحلام والتوقعات أن مصرا جديدة آخذة فى التشكل.. ساهم فى هذه الانطلاقة أن كل المصريين دون تمييز كانوا حاضرين فى هذه اللحظة يحدوهم الأمل فى تجاوز الأوضاع المتدهورة التى باتت مثار غضب كل المواطنين… وحدت الأوضاع المتدهورة بين المصريين من تراجع الخدمات واحتكار قلة للثروة وغياب التوزيع العادل للثروة على أغلبية المصريين واستشراء الفساد وتخلف البنى المجتمعية المختلفة، وتأكد على أرض الواقع أن هذا التدهور لا يفرق بين مواطن وآخر فكلنا فى الهم سواء.. وفى هذا السياق تبين أن ملف التوتر الدينى كان من نتاج الاستبداد وأنه يدار وفق سياسات معينة من أجل شغل الناس عن القضايا الحقيقية وأن عقود النزاع الدينى قد آن أوان تجاوزها.. وعليه كانت حالة الحراك الوطنى التى عرفتها مصر وشارك فيها الجميع على اختلافهم… ولكن وآه من «ولكن»…

0
0
0
s2smodern

التقدم ونمط التديُّن.. فكرا وخطابا وممارسة

فى أثناء عودتى فى الطائرة من رحلة لتركيا يوم الجمعة الماضى كانت كثير من الأفكار والانطباعات تتداعى حول ما رأيت على أرض الواقع من تفاعلات فى التجربة التركية، استعدادا للكتابة عنها، خاصة لوفرة ما تحصلت عليه من معرفة ميدانية حول التجربة كذلك لكثرة ما قرأت عنها، فى محاولة لمعرفة الظاهرة من داخلها. لم تكن الرحلة لحضور ندوة أو لقاء بحثى أو ما شابه كما اعتاد المرء فى الأغلب الأعم، وإنما كانت الرحلة للاطلاع على تجربة المحليات فى مدينة اسطنبول. فلقد كشفت الرحلة الكثير عن عمق ما حدث فى تركيا على مدى عقدين من الزمان، فى هذه الأثناء وزعت علينا فى الطائرة بعض الصحف من ضمنها جريدة «الشروق» فقرأت مقالا للدكتور جلال بعنوان: «التديُن والتقدم»، وجدته يعبر ــ على قصره ــ عما يجول بخاطرى من أفكار حول العلاقة بين الدين والمجتمع، وبين التدين والتقدم،

0
0
0
s2smodern

التحول السياسى (المرگَّب) ضرورة

قراءة تجارب الآخرين متعة، خاصة إذا كانت هذه التجارب تعكس ظروفا مشابهة لواقعنا. ذلك لأنها تتضمن دروسا مستفادة تكون ملهمة لنا فى تبنى مقاربات مبتكرة بما يلائم واقعنا، وتجنبنا أن نكرر الأخطاء التى وقع فيها من سبقنا فى خوض عملية التحول السياسى. فى هذا السياق أقدم تجربة تشيلى فى التحول السياسى وهى التجربة التى وصفها أحد الباحثين «بالتحول المزدوج» (2008)…ما هى طبيعة هذه التجربة وملامحها وما طبيعة التحول السياسى المطلوب فى الحالة المصرية؟

0
0
0
s2smodern

وطن فى خطر

ما حدث فى مصر 25 يناير، كبير وكثير، نجح المصريون وفى طليعتهم الكتلة الشبابية أن يسقطوا رئيس الدولة وأن يصبح لديهم رئيس سابقا. وأن يحددوا مطالب حراكهم الشعبى فى صياغات مكثفة كما يلى: الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة الاجتماعية. وأنه لا يمكن أن تحلق وتتقدم مصر بغير هذه المطالب معا. كان الحراك الشعبى يعبر بحق عن رفض وطنى شامل للاختلال المركب الذى طال الجمهورية مفهوما وممارسة. ومن ثم كان لابد من استعادة الاعتدال للجمهورية بحسب التعبير السياسى القديم من عناصر هذا الاختلال: اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، والخصومة الحادة بين الدينى والمدنى، والترهل الذى طال الدولة الحديثة بمؤسساتها ما جعلها تعود فى كثير من ممارساتها إلى آليات ما قبل الدولة الحديثة، وأخيرا ضرب الفكرة الجمهورية فى الصميم من حيث الترويج لفكرة التوريث.. مثلما سبق دوافع قوية لأحوالنا التى رفضها الشباب (راجع مقالنا المبكر الذى نشر فى 31 يناير بجريد «الشروق» عن أحوالنا التى رفضتها مصر الشابة

0
0
0
s2smodern