مجلة الفيلم ودنيا الأحلام السينمائية والإنسانية

عن فن السينما، يقول الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسى إدجار موران (1921)، إنه قد صيغ بهدف دراسة الواقع الإنسانى ليس من أجل نسخه، وإنما من أجل «فبركة» أو صناعة الأحلام البشرية... فى هذا السياق، أقدمت مجموعة من الشباب على إصدار دورية باسم «الفيلم» تعنى «بثقافة السينما وفن الصورة».

تأسست الدورية عام 2014 وصدر منها 15 عددا حتى الآن... نعم هى دورية متخصصة فى السينما، حيث تطل على حصيلة إبداعات السينما المصرية والعالمية لترصد تطورهما الفنى والجمالى والتقنى. لكنها فى نفس الوقت تقرأ وتحلل أحوال البشر عبر الحضور الإنسانى على الشاشة وما يقابله من فعل إنسانى فى المجتمع عبر العصور.

(2)

ومن يراجع أعداد «الفيلم» الـ15، سوف يعيش متعة حقيقية تجمع بين عالم السينما الأخّاذ بطبيعته وعالم الواقع وتفاعلاته النوعية المتنوعة... فتجد، على سبيل المثال، العدد الثانى (يونيو 2015)، يفرد ملفا بعنوان: «جماليات الجوع»؛ يتناول الواقع الاقتصادى والاجتماعى لقارة أمريكا اللاتينية عبر فن السينما وأهم مبدعيها المعاصرين.

كما عرج الملف على تجارب صناع السينما فى العالم الثالث والذين انحازوا لقضايا الناس وتطلعاتهم... ومن الطبيعى أن تُخَصّص «الفيلم» عددها الـ7(أغسطس 2016) لموضوع: «الثورة والشعوب فى ذاكرة السينما». حيث قاربت موضوع الثورات فى حياة الشعوب وكيف أن السينما هى «الفن الذى يعطى الزمن- بما يتضمن من أحداث ووقائع- شكلا مرئيا وحقيقيا.

فما إن يتم تسجيل الزمن على الفيلم حتى تكون الظاهرة موجودة هناك، محددة، ثابتة، وغير قابلة للتغيير... هكذا انطلقت «الفيلم» تستعرض فكرة الثورة. وكيف عبرت عنها السينما من خلال ذاكرة السينما المصرية.

وكيف أنها من خلال زوجة رجل مهم حلم برفض أن يموت... ثم تنتقل لتستعرض- عبر إبداعات سينمائية مصرية وعالمية- نماذج الثورات فى كل من روسيا، ورومانيا، كما تقدم فيلم كوميونة باريس تعبيرا عن النضال العمالى فى مواجهة الثورة المضادة، كما تعرج الفيلم على ثورة الطلبة 1968، وبالطبع 25 يناير، وكيف جسدها السينمائيون المصريون فى أكثر من عمل.

كما قدمت الدورية نصا حول العلاقة بين الثورة الرقمية والسينما الروائية والتسجيلية... واتصالا مع ما سبق خصصت دورية الفيلم عددها الـ12 (سبتمبر 2017) للسينما التسجيلية فى مصر: الحقيقة والجمال. فعلى مدى ما يقرب من 50 نصا (180 صفحة) قاربت أهم الإبداعات المصرية والعربية فى هذا المقام. وعرفت بأهم مبدعيها فى مصر والعالم. ولكثير من إشكالياتها.

(3)

بالإضافة إلى ما سبق، تناولت الأعداد الموضوعات التالية: السينما الإيرانية (عدد8، نوفمبر 2016). والفوتوغرافيا فى مصر: تاريخ وحكايات (عدد 9، ديسمبر 2016).

كما خصصت عددها الـ11 (يونيو 2017) لمناقشة أحوال السينما المصرية من زوايا عديدة، وعنونته بالآتى: «السينما المصرية: وقفة قبل المنحدر». وتضمن العدد موضوعات حول: مسؤولية الجهات المختلفة عن صناعة تاريخية مصرية عريقة. والعلاقة بين أزمة صناعة السينما وأزمة المجتمع... وتتوج «الفيلم» أعدادها، مؤخرا، بعدد خاص عن «يوسف شاهين: زيارة جديدة» (عدد 15، 270 صفحة، يوليو 2018). وأحسبه نموذجا معرفيا فى كيفية تقديم «سلسال المبدعين المصريين» من خلال إعادة قراءة أعمالهم، والاقتراب من رؤاهم وكيفية ممارستهم للعملية الإبداعية، كذلك معالجتهم للقضايا الإشكالية التى تم تناولها فى أعمالهم.

تحية لمبدعى «الفيلم» وعلى رأسهم رئيس التحرير سامح سامى. وفريق العمل الشاب الذى يقدم تجربة إبداعية متميزة تعبر عن جيلهم ورؤاه نحو الواقع من خلال الشاشة الساحرة.

 
 

طباعة   البريد الإلكتروني
0
0
0
s2smodern