(1) دليلنا هذا ينطلق من أن الحركة الدستورية قد مرت بأربعة أجيال تطور فيها النص الدستورى متجاوزا الصورة النمطية (من حيث المقاربة والتبويب وطريقة الربط بين القضايا)، التى لم نزل لا نعرف غيرها.. وأنه من الضرورى أن نصنع دستورا ينتمى للجيل الرابع تقل فيه الفجوة بين النص والواقع.. فالنص الدستورى «4.0» (أى فى طبعته الرابعة)، بات يضع الأطر المفهومية والقانونية والإجرائية التى تعظم من تحقيق المبادئ الدستورية… لذا لم يكن مخطئا من قال: يمكنك أن تعرف نوعية الدستور من تطرقه للأطر القانونية أم لا؟…
فى إطار حديثنا عن معايير تقييم مدى عصرية النص الدستورى.. كنا قد وصلنا إلى المعيار الرابع والذى يتعلق بعدم ذكر مفاهيم أو مفردات تعود لبنى تشريعية من زمن فات أو من خارج بنيتنا القانونية الوطنية.. وفى هذا المقام كنا نقدم لما طرحه الدكتور سمير عبدالسيد تناغو حول استبعاد تعبير «الأحوال الشخصية» من النص، لأنه يعود لزمن الامتيازات الأجنبية ونظام الملل الذى لم تعرفه مصر، وقد أشرنا لكثير من الكتابات فى المقال السابق حول هذا الأمر.. ولإثراء النقاش وللتاريخ نعرض رؤية الدكتور تناغو حول كل من مفهومى: «المصدر» و «أهمية النص الذى يقترحه»..