جاء صديقى محاولا تطوير النقاشات المطولة التى شاركنى فيها مع الكثيرين الذين طالعوا مقال الأسبوع الماضي: “التجدد المجتمعى مدخلنا لتجديد الرؤية الدينية”؛ وذلك من خلال تذكيرى بخبرتين تاريخيتين، تجددت فيها الرؤية الدينية بفعل التجدد المجتمعى فى إطار عملية تاريخية مركبة، هما: الخبرة الأوروبية وخبرة مصر الحديثة…
(1)
فى مقالنا، الأول، الاستهلالى، حول الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية، قدمنا مدخلا للموضوع يعكس أولا: تاريخية جهاز الإدارة المصرية ومدى ارتباطه ببزوغ الدولة المصرية، من جهة. وكيف استطاع هذا الجهاز على مدى العصور أن يكتسب دورا مؤثراـ سلبا وإيجاباـ فى حياة المصريين، من جهة أخرى. أخذا فى الاعتبار تعاقب أنظمة حكم وافدة بداية من البطلمية مرورا بالرومانية للطولونية والإخشيدية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية. ثم ما يمكن اعتباره نقطة تحول هامة مع محمد على بتطبيقه لائحة السيستنامة كإطار منظم لأمور كثيرة بما فيها الجهاز الإدارى كأحد أعمدة الدولة الحديثة المصرية الثلاثة، إلى جانب الجيش الوطنى ومؤسسات الحداثة. كما حاول مقالنا أن يعكس ثانيا: مدى اعتلال صحة الجهاز الإدارى المصرى من خلال استدعاء عدد من المقتطفات الإبداعية تلخص ملاحظات كبار مثقفى مصر