يمكن القول إن «25 يناير» هى تعبير عن حراك الطبقة الوسطى بامتياز. الطبقة الوسطى التى نشأت، كما ذكرنا من رحم الدولة الحديثة مطلع القرن التاسع عشر، نتيجة تطور الملكية الزراعية، وبفضل التعليم خرج منها الموظف والمهنى والضابط. وعاشت هذه الطبقة وناضلت بحسابات معقدة، كانت نواة دافعة لثورة 1919 خاصة فى المدن. وكانت هى القاعدة الاجتماعية لثورة يوليو التى من أجلها دافعت دولة ناصر. وجاءت دولة يوليو المضادة الساداتية والمباركية من بعدها حيث تخلت عن الطبقة الوسطى، ما أدى إلى تشرذمها بين الهجرة الداخلية والخارجية والدروشة والعودة إلى الانتماءات الأولية، وتدهور أحوالها.
(1)
أكدنا على الدور التاريخى للدولة فى إحداث انتظام طبقى بدرجة أو بأخرى فى مصر. ففى البدء كانت دولة محمد على التى نقلت مصر مما قبل الدولة الحديثة إلى الدولة الحديثة ذات المؤسسات وكانت الطبقة الوسطى قوامها الأساسى. طبقة وسطى جديدة تكونت بفعل التعليم الحديث من الخبراء والموظفين والضباط مختلفة عن التجار والشيوخ.