ليسمح لى القارئ العزيز أن أضع وصفا لمقولة «نهاية الرأسمالية»، التى يطرحها ديفيد هارفى فى كتابه الأخير «17 تناقضا لنهاية الرأسمالية». هذا الوصف هو «الأزمة التاريخية الكبرى». ففى نص دقيق يسبق محتويات الكتاب البالغ الأهمية يحدد هارفى مقصده بمعنى «الأزمة»، خاصة مع كثرة استخدام هذه المفردة للدرجة التى جعلتنا نتعايش معها.
فى الآونة الأخيرة بت حريصا على تلبية الدعوات التى تصلنى للمشاركة والمساهمة فى الندوات الفكرية خارج مصر، لسببين. الأول:الرغبة العارمة فى «اكتشاف» الدنيا الجديدة الآخذة فى التشكل وفق نموذج معرفى مغاير مختلف جذريا وكليا بفعل نقد ما هو مستقر كسمة أساسية من سمات بقاء المجتمعات حية. والثاني: هو «الاطلاع» على نجاحات وإخفاقات الغير فى مقاربتهم لواقعهم بإشكالياته المختلفة.