تعد التجربة الديمقراطية الإسبانية تجربة حديثة نسبياً، فلقد عاشت حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضى فى ظل حكم ديكتاتورى قمعى قاده الجنرال «فرانكو». واسم «فرانكو» بات فى الأدبيات العلمية نموذجاً تتم دراسته للتعرف على كيف تُحكم الشعوب، وتدار المجتمعات بالبطش وحصار المعارضين والتنكيل بهم، خاصة وقد حكم لمدة تقترب من 40 سنة، وكان كل من يتابع أوضاع إسبانيا على مدى عقود الاستبداد يدرك – يقينا – أنه من المحال أن يتخلص الإسبانيون من هذا الحكم الديكتاتورى.وبالطبع لم يكن الأمر – فقط – يتـعلق بشراسة الديكتاتور فى مواجهة القوى السياسية والمدنية والمواطنين، إنما بالقاعدة الاجتماعية التى تحول دون إحداث التغيير بضراوة.