(1)
خلصنا فى المقالات السابقة إلى أن السياق التاريخى هو المحدد والحاكم لوجود اليسار الدينى من عدمه.. وأنه بقدر ما تكون مصر منحازة إلى مشروع للتقدم والحداثة نجد خطابا دينيا منحازا للتقدم وقضاياه وللغلابة وشؤونهم.. وقد رصدنا أربع مراحل تاريخية لمسيرة الخطاب الدينى ورأينا كيف أنه فى الفترة من 1919 إلى 1969 كان هناك خطاب فكرى معنى بالقضايا التى يمكن أن تندرج من ضمن جدول أولويات الفكر اليسارى مثل: الفقر، والعدالة الاجتماعية، ومقاومة الفساد وأشكال التفاوت المختلفة، والمواطنة وضمان الحقوق، والتعددية،.. إلخ.. إلا أن المشكلة الحقيقية كانت تكمن فى أن الفكر الدينى المنحاز يسارا لم يتمكن من أن ينظم نفسه من خلال كيانات تمكنه من أن يتواصل مع من المفترض أنه يدافع عنهم أى: المستضعفون…وأظن أن هذا يعود إلى سببين.