تحدثنا فى مقالنا السابق عن مدى الانقطاع، الذى حدث عن جديد إبداعات العقل الإنسانى فى العديد من المجالات.. وأن مدارسنا القومية فى العلوم الاجتماعية والسياسية والتاريخية.. إلخ، قد توقفت عن متابعة الجديد منذ مطلع التسعينيات.. وأظن أنه حدث هذا بعد تعثر حركة الترجمة عن مواكبة هذا الجديد.. و«الترجمة لدينا ليست أن يجيد البعض لغات أجنبية، ويقوموا بعملية الترجمة بشكل انتقائى.. وإنما الترجمة لدينا هى «مكون أساسى من مكونات مشروع علمى ومعرفى ينبغى أن يتابع ويرصد ويتفاعل مع جديد المعرفة الإنسانية بشكل منهجى متواصل وشبكى»، لأن الموضوع الواحد بات من الصعوبة أن تنسبه إلى علم بعينه.. لذا نرى ما نراه فى بحوثنا العلمية من ابتعاد حاد عن الموجات المتتالية والمتعاقبة من مدارس الفكر وأجيال العلماء والباحثين والاجتهادات الجديدة.
يأتينى بشكل مستمر باحثون من داخل مصر وخارجها طلباً للمساعدة فيما يعدون من أبحاث، يرون أن لدىّ ما أقدمه لهم.. ولاحظت كيف أن معظم الباحثين القادمين من الخارج يملكون ناصية البحث الذى يعملون فيه، من حيث الخريطة المعرفية الأساسية للموضوع قيد الدراسة من حيث: أهم مَن كتب فيه، وأهم من تناوله.. كذلك قدر من المعرفة اللغوية بالعربية، قراءة أو كتابة أو الاثنتين معا..
powered by social2s