(1) «فى تفسير الحراك»
فى محاولة لتفسير الحراكات «الممتدة والمتواصلة عبر القارات»، صدرت عدة كتب معتبرة تقارب ظاهرة الحراك «المواطنية» التى تجتاح دول الكوكب على اختلافها. من هذه الكتب نذكر:
أولا: «68 الممتد أو الطويل» (400 صفحة)؛ الذى صدر فى منتصف العام عن ثورة الشباب التى انطلقت فى عام 1968 باعتبارها حدثا تاريخيا كبيرا هز أوروبا والعالم. ويؤكد المؤلف على أن شباب 1968 قد نجحوا بحراكهم الاحتجاجى فى التأثير، ولنصف قرن لاحق، على مجريات الأمور فى الواقع السياسى والاجتماعى الراهن. ثانيا: «سياسة، احتجاج وشباب» (500 صفحة)؛ حيث يتناول الكتاب وضعية المشاركة السياسية ومعارضة الشباب للسياسات القائمة فى بريطانيا فى القرن الواحد والعشرين، وفى هذا الإطار تقارب الدراسة مفاهيم: الجيل، ودورة الحراك والفاعلية السياسية للشباب، ومدى تأثير التصويت الشبابى فى العملية السياسية، والسياسات الشبابية... إلخ. ومن أهم ما رصده الكتاب هو التحول الجذرى فى السلوك الشبابى السياسى المتجاوز المؤسسات السياسية التقليدية بابتكارات جمعية مواطنية شبابية تجدد كليا البيئة السياسية فيما يشبه الزلزال الشبابى «Youthquake»؛ وقد سبق أن عرضنا كتابا يحمل هذا العنوان قبل ذلك. وسوف نخصص مقالا تفصيليا للحديث عن هذا الكتاب لأهميته لاحقا. ثالثا: «الشفافية والحركات الاجتماعية والمجال العام» (300 صفحة)؛ مرجع سياسى معتبر يتتبع مسيرة مصطلح الشفافية منذ القرن الـ18 إلى وقتنا الراهن. وكيف تم استخدامه وإلى أى مدى نجح فى تحقيق طموحات المواطنين فى الرقابة والمحاسبة. ومع تنامى الحركات الاجتماعية فى كل القارات ــ وقد رصد المؤلف معظمها فى دول هذه القارات ــ وأكد على عالمية الظاهرة. ما يعنى ضرورة التأريخ للتطورات الحادثة فى ضوء هذه الظاهرة المتنامية. والأهم هو فهم ما ينتج عنها من تفاعلات ومستجدات فى البيئة السياسية والاجتماعية. فى هذا السياق، يلقى المؤلف الضوء على كيفية تحرير الشفافية من توظيفها النمطى بالمعنى الإدارى إلى كونها «حق» مكتسب للمواطنين لمراقبة أداءات مؤسسات الدولة المختلفة من خلال المجال العام.
(2) «الرأسمالية أمام اختبار تاريخى؟»
من الموضوعات التى نالت حظا وافرا من البحث والدراسة موضوع «الرأسمالية». وذلك من حيث قدرتها على التجدد أو انتهاء دورها التاريخى كنظام. تراوح الرأى حول مستقبل الرأسمالية بين قدرتها على تجديد دورها وبين أن دخولها فى أزمات متعاقبة سيؤدى إلى خريفها. لكن القارئ لكتب 2019 التى تناولت الرأسمالية سوف يلحظ أن أشد المتحمسين للرأسمالية سوف يضع شروطا تمكنها من الاستمرار. فمثلا فى كتاب: «الرأسمالية وحدها» (300 صفحة)؛ تأكيد على أنها باتت كنظام تحكم العالم ودوله وحدها «Rules the World Alone»؛ إلا أنه يستدرك أن استمرار الرأسمالية مرهون بمدى قدرتها على خدمة الإنسانية. ما يستدعى قدرا من الالتزام الأخلاقى والانتباه إلى الخير العام وعدم الاستغراق فى النجاح المادى المحض على حساب المساواة والعدالة والإنصاف. وهو ما يؤكد عليه ثانيا كتاب: «زمن الرقابة الرأسمالية» (700 صفحة). حيث ينبه مؤلفه إلى المعركة القادمة بين المواطنين والرأسمالية على حدود امتلاك القوة فى الزمن الرقمى. أو بتعبير المؤلف «العصر الثالث للحداثة». ففى هذا العصر سوف يتم توظيف وسائل الإنتاج لتواكب التقدم التقنى والعلمى. وعليه سيتم إحلال العمليات الميكانيكية محل العلاقات الإنسانية. أى تحل الآلة محل الإنسان. وهنا سوف تتسم الرأسمالية، فى الواقع، بقيم وممارسات شمولية تفرضها السوق والاستثمارات التى تفوق الخيال فى مجال الرقميات والذكاء الاصطناعى والهندسة الوراثية. وستكون شمولية أكثر تعقيدا من الشموليات التاريخية التى عرفتها الإنسانية. شمولية سوف تنتج أشكالا من اللامساواة الجديدة. ويقينا ستتشكل فى مواجهتها قوة رافضة للتدخل الرأسمالى الآلى للحياة الإنسانية...
(3) «متعة فكرية»
أفكار ثرية ومتنوعة... مدعومة بالتأصيل الفكرى والتاريخى وعينها على مستقبل الإنسان...فلا شىء غير قابل للنقاش...