الروس القادمون

الروس القادمون

  • الروس القادمون - 4 - التحرك القارى للإمبراطورية

    كان تحرك روسيا منذ ١٩٩١، بحسب العلامة المصرى الراحل البروفيسور أنور عبدالملك، «مزيجا من الواقعية والتخبط والفوضى، مع قدر من التمسك بقدر من تراث السياسة الخارجية السوفيتية سابقا».. لكن مع زيادة التدهور الداخلى فى فترة يلتسين، جاء بوتين فى نهاية ١٩٩٩ ليحسم أمر روسيا، حيث وضع خطة قدومها الجديد داخليا وقاريا وكونيا.. خلاصة هذه الخطة كانت تقوم على فلسفة مفادها: «التفاعل بين عامل الجيوسياسة (تعظيم مزايا الجغرافيا والسياسة) والحضارة».. ورفع الشعار- الذى أشرنا له فى مقالنا الأول- بأنه

  • الروس القادمون - 5 - التحرك الكونى للإمبراطورية

    الإمبراطورية الروسية الجديدة القادمة، ليست هى الإمبراطورية القيصرية ولا السوفيتية… هى إمبراطورية قارية / كونية… تحاول تلافى أخطاء وإخفاقات إمبراطوريات الماضى، وفى نفس الوقت تنطلق إلى العالم الجديد على أسس حضارية جيوبوليتيكية جديدة… خاصة أن الدرس التاريخى يؤكد أن تجاوز روسيا لواقعها غير الطيب الذى وجدت نفسها فيه مع تفكيك الاتحاد السوفيتى، لا يكون إلا ببناء إمبراطورية قوية تقوم على عناصر متعددة فى شتى المجالات: الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتكنولوجية (أشرنا لها سابقا)…

  • الروس القادمون - 6 - الطاقة الثقافية للإمبراطورية

    «1» يكن من المنطقى أن تنطلق روسيا فى تطبيق مشروعها الإمبراطورى، دون أن «تستجمع معالم هويتها المركبة» (بحسب رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع فى روسيا)، وتفعلها لتكون أحد الأركان الأساسية التى تقوم عليها الإمبراطورية الجديدة القادمة بقوة، بالإضافة للعناصر التى طرحناها سابقا: الاقتصادية، والسياسية، والاستراتيجية…إلخ. وعليه، فقد حرص المشروع الإمبراطورى الجديد على أن يعيد الاعتبار للهوية الوطنية الروسية وجوهرها القومى، وهو ما أهملته الإمبراطورية السوفيتية، وكان ذلك أحد العناصر الأساسية التى ساهمت فى تفكيك الاتحاد السوفيتى. وعت القيادة الروسية التى تسلمت وطنا «خربا»، مطلع التسعينيات، أن إعادة البناء ليست سهلة، خاصة إذا ما كانت الرغبة فى البناء تنطلق من المقولة التاريخية الاستراتيجية الروسية: «لا معنى لروسيا دون إمبراطورية»، ما يعنى «تجديد المقوم الثقافى الروسى ببعديه الحضارى والقومى، فى إطار وطنى مركب»! كيف؟

  • الروس القادمون - 7 - المسألة الديمقراطية

    (1)

    على مدى ست حلقات الاقتراب من تجربة الانطلاق الإمبراطورى الروسى، وكيف استطاع فلاديمير بوتين أن يجدد المقولة التاريخية الروسية القائلة إنه «لا معنى لروسيا بدون إمبراطورية»، فعمل على إحياء الإمبراطورية الروسية، إمبراطورية تختلف نوعيا عن الإمبراطورية القيصرية، كذلك عن إمبراطورية الاتحاد السوفيتى، محاولا تلافى كل أخطاء الماضى، وشرحنا كيف جدد الاقتصاد الروسى وانطلق إقليميا: أوروبيا وآسيويا، كما انطلق كونيا، ينافس، ويدعم، ويقيم التحالفات ذات الطابع التجارى،… إلخ. كما تحدثنا عن توظيفه للثقافة السلافية والقومية كطاقة روحية للإمبراطورية الروسية الجديدة، وذكرنا العديد من الأرقام الدالة على الحضور الروسى الجديد فى المسرح الدولى، يتبقى لنا أن نتحدث عن المسألة الديمقراطية، وهى بالفعل «مسألة»- أو يمكن القول «معضلة»- روسيا الجديدة، كيف؟