تأمل بعد تمرد

تأمل بعد تمرد

  • تأمل بعد تمرد : التصارع الخطر 3

     (1)

    لا الاستبداد السياسى ولا الاستفراد الدينى ولا الاستعباد الاقتصادى يمكن أن يعوق حركة الشعوب نحو الحرية والكرامة والعدالة.. هكذا تقول لنا الخبرة التاريخية.. فلقد ظنت سلطة الجماعة أن الحديث باسم الثورة يمكن أن يبرر لهم تمرير مشروعهم الخاص الذى ثبت أنه ليس فقط يتناقض مع مشروع الوطن وإنما ليس ثوريا من الأصل.. لم يدركوا أن الثورة هى تعبير عن حركة المواطنين كلهم من أجل تغيير الواقع.. ومن ثم لابد أن تعبر السلطة عن آمال الناس الذين يجمعهم وطن واحد، ومنهم من دفع حياته ثمنا لها.. فالسلطة الثورية لابد وأن تكون مجددة وغير نمطية.. لا تعيد إنتاج نفس التوجهات والسياسات التى احتج عليها الناس على مدى سنوات وثاروا فى النهاية ضدها..

  • تأمل بعد تمرد : مصر تقاوم الاستبداد 1

    موجتان ثوريتان عرفتهما مصر على مدى 30 شهرا.. الأولى وصفناها بالحراك الشبابى الشعبى الثورى الذى انطلق فى 25 يناير 2011.. والثانية كانت «تمرد» التى انطلقت فى 30 يونيو2013.. الأولى كانت فى مواجهة الاستبداد السياسى ومحاولة فتح مساحة للتشارك السياسى للطبقة الوسطى الصاعدة.. أما الثانية فقد كانت فى مواجهة «الاستفراد الدينى» الذى استأثرت به جماعة وواجهت به عموم المواطنين.. وفى هاتين الموجتين كان الاستعباد الاقتصادى والاجتماعى حاضرا.. فلقد نجح المصريون ـ بدرجة أو أخرى ـ